الحياة

اخبار , صور , طرائف

جنرال موتورز: من أكبر شركة إلى أعظم إفلاس

جنرال موتورز: من أكبر شركة إلى أعظم إفلاس
Photobucket
كانت جنرال موتورز في أوجها أكبر شركات صناعة السيارات في العالم بلا منازع. 

أنشئت عندما كان عدد السيارات في الولايات المتحدة لا يتجاوز 10 آلاف سيارة، وكانت آنذاك رمزا للازدهار الأمريكي وكانت السيارات التي تصنعها بمختلف علاماتها تحظى بتقدير العالم. 

لكن جنرال موتورز تتكبد الآن أكبر أفلاس صناعي في العالم. 

بدأت الشركة كما نعرفها الآن عام 1908 على الرغم من أن مؤسسها وليام "بيلي" ديورانت كون ثروته من بيع العربات التي تجرها الخيول بفلينت في ميشيجان، قبل أن يمتلك حصة كبيرة من شركة بويك للمحركات التي كانت تعاني من أزمة آنذاك. 

أصل متواضع 

في غضون سنة من ذلك ضم ديورانت إلى ممتلكاته كلا من كاديلاك وأولدسموبيل وشركة أوكلاند للمحركات التي ستتمخض فيما بعد عن شركة بونتياك. 

وقد امتلك شركة كاديلاك عام 1909 نظير 5,5 ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم آنذاك قد يناهز حاليا 130 مليون دولار بالسعر الحالي. 

بعد ذلك أخذت المجموعة تنهج سياسة توسع سريع خارج الولايات المتحدة فاقتنت أسهما من شركتي أوبل الألمانية وفوكسول البرطانية في عشرينيات القرن الماضي. 

ثم صارت في العام 1925 جزءا من مؤشر داو جونز وظلت كذلك إلى يومنا هذا. 

وسيصير ديورانت كذلك مؤسس شركة أصبحت كذلك من العلامات الأمريكية البارزو: سيارات الشيفروليه. 

وكان قرار جنرال موتورز الاعتراف بنقابة عمال السيارات سابقة في تاريخ علاقات العمل في المجال الصناعي بالولايات المتحدة. 

لكن الشركة لن تقلع إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. 

ففي خمسينيات القرن الماضي وعندما عين المدير التنفيذي لمجموعة جنرال موتورز تشارلز ويلسون وزيرا للدفاع اشتهر عنه قوله للجنة البرلمانية أثناء بيان تنصيبه :" ما يصلح للبلاد يصلح لجنرال موتورز والعكس بالعكس." 

لم تكن جنرال موتورز أكبر مجموعة لصناعة السيارات وحسب بل كانت أكبر شركة في العالم. لقد كانت تمتلك 50 في المئة من سوق السيارات في الولايات المتحدة. 

تطلع 
 
أصبحت بعض سيارات جنرال موتورز ظاهرة ثقافية في الولايات المتحدة


كانت سياراتها ظاهرة ثقافية. Photobucket

ففي خمسينيات القرن الماضي أنتجت كاديلاك طرازها الأسطوري كو دفيل Coup de Ville، سيلي ذلك سيارة الكورفيت الرياضية. 

وفي عام 1964 أوحت سيارة البونتياك أغنية "ليتل جي تي أو" (Little GTO) التي بلغت المرتبة الرابعة في جدول الأغاني المحبوبة بالولايات المتحدة. 

وإلى جانب الجي تي أو، أنتجت شركة بونتياك طرازي الجران بري والفاير بيرد خلال سنوات الستينيات. 

ولكل سيارة من هذه السيارت مقامها: فالشيفروليه دون البونتياك التي لا تبلغ مقام الأولدسموبيل. كما كان الحصول على كاديلاك يعني بلوغ القمة. 

وفي العام 1967 احتفلت جنرال موتورز بصنعها السيارة المئة مليون، وافتتحت مقرا لها بنيويورك يبلغ علوه خمسين طابقا. 

وكان الممثل الأمريكي بورت رينولدز يستقل سيارة الفايربيرد في فيلم سموكي وقاطع الطريق. 

لكن المشاكل كانت تختمر. 

ففي سبعينيات القرن الماضي، أظهرت الأزمة النفطية أن صناعة السيارات في الولايات المتحدة قد لا تقوى على مواجهة غزو سيارات أصغر ولكن أكثر فعالية صنعت في اليابان. 

وباءت محاولة جنرال موتورز تغيير أنماط إنتاجها بالفشل بسبب تمنع القوة العاملة لديها. 
 Photobucket
كانت بونتياك من بين أول العلامات التي اشترتها جنرال موتورز


وفي منتصف سنوات التسعينيات ستعرف المجموعة أياما عسيرة بعد تطوير السيارة الإلكترونية إي في 1 (EV1) إنتاجها على نطاق واسع. فلأسباب عديدة لم تحقق السيارة أي نجاح مما اضطر المجموعة عن التوقف عن إنتاجها عام 2003. 

نهم للوقود 

وفي أواخر التسعينيات بدا كما لو أن جنرال موتورز قد استأنفت مسلسل نجاحاتها بإنتاج سيارت الـ"سوف" SUV ( السيارات الرياضية العملية) التي لم تغز مجال السيارات في الولايات المتحدة وحسب، بل أظهرت أنها مُربحة أكثر من باقي أنواع السيارات. 

اقتنت جنرال موتورز طراز الهمر (Hummer) العملاقة عام 1999. 

لكن السقوط كان مدويا وموجعا. 

فعندما تحول السائقون إلى سيارات أصغر، وأقل استهلاكا للوقود، لم تستطع جنرال موتورز ومجموعات صناعة لالسايرات الأخرى مجاراة التحول بالشرعة المطلوبة. 

لقد صارت تويوتا اليابانية -رائدة صناعات سيارات أصغر وأقل استهلاكا للوقود- أكبر شركات صناعة السيارات على الصعيد العالمي من حيث حجم المبيعات السنوية عام 2008. 

وستؤدي التخفيضات في الأسعار التي انتهجتها جنرال موتورز لتشجيع المستهلك الأمريكي على الإقبال على شراء منتجاتها إلى انخفاض كبير في أرباحها ومن ثم إلى خسارات. وكانت سنة 2004 آخر سنوات الربح بالنسبة للمجموعة. 

أعلنت المجموعة خططا بتسريح 50 ألف من مستخدميها، وبإغلاق 1100 من متاجرها. 

واكتمل عقد المهانة بالنسبة للمجموعة شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي عندما اضطرت -أسوة بغريمتها المفلسة كذلك كرايسلر- إلى مد يدها للحكومة الأمريكية طلبا للمساعدة حتى تتفادى الانهيار التام. 
 
في البداية حققت بعض النجاح لكنها صارت دليلا على عدم قدرة جنرال موتورز على التكيف

Photobucket
وفي فبراير/ شباط الماضي حصلت على أربعة مليارات إضافية ليرتفع بذلك ما أقرضته الحكومة إياها 19 مليار دولار. 

وتلقى فرعها المتخصص في سلف السيارات "جيماك" المساعدات مرتين. 

الآن تكافح جنرال موتورز لإنقاذ نفسها. وقد أجبر رئيسها السابق ريك فاجونر على الاستقالة بضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهي الآن تحاول تجنب الإفلاس. 

لقد تخلت عن أولسموبيل، وتوقفت عن صنعها سيارتها الرمز بونتياك في وقت سابق من هذه السنة، كما تحاول الآن بيع الهمر وساب. 

وتحاول المجموعة أن تتخلص كذلك من فرعيها في أوروبا أوبل وفوكسول. 

ويبدو أن الوقت قد فات بالنسبة لجنرال موتورز، فحتى لو وفقت في إعادة بناء نفسها، احتمال عودتها إلى ما كانت عليه في الماضي ضعيف جدا.

0 comments:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

About this blog

Blog Archive

flag counter

free counters

feeds