الحياة

اخبار , صور , طرائف

سؤال وجواب: التجربة النووية الأخيرة في كوريا الشمالية


 
سؤال وجواب: التجربة النووية الأخيرة في كوريا الشمالية 


أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الثانية في مخالفة مباشرة للحظر الدولي المفروض عليها. 

وتقول كوريا الشمالية إن تجربتها النووية الجديدة في باطن الأرض في شمال شرقي البلاد كانت أقوى من تجربتها السابقة التي أجرتها في أكتوبر 2006. 

وذكرت تقارير غير مؤكدة من كوريا الجنوبية أن بيونج يانج أجرت تجارب لاختبار عدة صواريخ قصيرة المدى. 

وأثارت تجارب كوريا الشمالية إدانة دولية واسعة النطاق، ومن المؤكد أن تؤدي الخطوة التي أقدمت عليها إلى مزيد من العزلة الدولية. 

ما الذي قاد إلى المواجهة الأخيرة؟ 

هددت كوريا الشمالية على مدى أسابيع باستئناف برنامجها النووي وتعزيز ترسانتها من الأسلحة النووية بعد أن أدان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إطلاق بيونج يانج صاروخا بعيد المدى في شهر أبريل/نيسان الماضي وشدد العقوبات المفروضة عليها. 

وقالت كوريا الشمالية إن تجربتها هدفت إلى وضع قمر اصطناعي للاتصالات في مداره لكن حكومات عديدة أكدت أن كوريا الشمالية اختبرت تقنية إطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز تايبودونج-2 التي تستهدف وضع الولايات المحتدة في مدى مرمى الصواريخ الكورية الشمالية. 

ويُحظر على كوريا الشمالية السعي لامتلاك هذه التقنية بموجب قرار مجلس الأمن الصادر عام 2006. 

وطردت كوريا الشمالية كل المفتشين الدوليين وانسحبت من المباحثات السداسية الهادفة إلى إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل تلقي مساعدات بعد إدانة مجلس الأمن لخطوتها. 

ما الذي يقف خلف خطوة كوريا الشمالية؟ 

يبدو أن كوريا الشمالية اختارت الانتقال من مرحلة المفاوضات إلى خيار المواجهة إذ أصبحت تتحدى بشكل مباشر سياسات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. 

ورغم أن إدارة أوباما وعدت بعلاقات ثنائية جديدة مع كوريا الشمالية، فإن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي سبق له أن أدان إطلاق بيونج يانج صاروخا في الشهر الماضي ووصف الخطوة بأنها تمثل "استفزازا"، لم يستطع إلى حد الآن إقناع كوريا الشمالية بالانخراط في المفاوضات. 

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية نقلا عن بيان صادر عن وزير الخارجية الكوري الشمالي قوله "ليس هناك ما يمكن تحقيقه من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع طرف يواصل النظر إلينا على أننا دولة معادية". 

ويذكر أن العلاقات الثنائية بين الكوريتين شهدت توترا منذ استلام الرئيس الكوري، لي موينغ-باك، منصبه في شهر فبراير/شباط الماضي. 

وأصر الرئيس الكوري الجنوبي الذي يتبنى مواقف محافظة أن بلاده لن تقدم مساعدات اقتصادية غير مشروطة إلى كوريا الشمالية، مضيفا أن تقديم أي تنازلات يعتمد على تعاون بيونج يانج في قضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. 

ويرى المحللون أن كوريا الشمالية تتبنى موقفا تصعيديا لإرغم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على تقديم مساعدات اقتصادية وتنازلات دبلوماسية أكبر مقابل التخلي عن برنامجها النووي. 

نوع العقوبات التي يمكن أن تُفرض على كوريا الشمالية؟ 


سبق للولايات المتحدة أن حذرت كوريا الشمالية من مغبة العواقب المنتظرة في حال مضت بيونج يانج في طريق إجراء تجرية نووية جديدة لكن يبدو أن الاحتمال الراجح هو فرض مزيد من العقوبات على هذا البلد. 

لكن بالنظر إلى العزلة المفروضة على كوريا الشمالية، فإن الوسائل الدبلوماسية المتوافرة في محاولة للحد من سلوك بيونج يانج تظل محدودة الفعالية. 

ويقول بعض المحللين أن هذا البلد الشيوعي الذي يعاني من الفقر والعزلة لن يتخلى عن ترسانته النووية لأنه لن يبقى أمامه سوى أوراق محدودة للضغط على خصومه. 

وهناك اعتقاد أن الكثير من تطورات الأمور سيعتمد على رد فعل الصين التي لا تزال تمارس تأثيرا على كوريا الشمالية أكثر من أي بلد آخر. 

ويُذكر أن الصين بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، تملك حق النقض ضد أي قرار مناهض لبيونج يانج. 

ورغم أن الصين أدانت تجربة كوريا الشمالية عام 2006 باعتبارها إساءة لدورها القيادي في المنطقة، فإن المحللين يرون أن الصين قد تخفف من غضبها في ظل المخاوف من أن التشدد في التعامل مع بيونج يانج يمكن أن يقود إلى انهيار المباحثات السداسية التي تستضيفها. 

وكذلك، فإن الصين تخشى خسارة الكثير في حال سحب دعمها الكامل عن كوريا الشمالية؛ فهي تنظر إلى بيونج يانج باعتبارها منطقة عازلة استراتيجيا تفصلها عن القوات العسكرية الأمريكية وحلفائها في المنطقة. 

وتخشى الصين أيضا من أن انهيار النظام في كوريا الشمالية يمكن أن يؤدي إلى تدفق اللاجئين بشكل لا يمكن التحكم فيه على حدودها المشتركة مع بيونج يان. 

لماذا يُنظر إلى المسألة الكورية بهذا القدر من الأهمية؟ 

لا تزال الكوريتان في حالة حرب طالما أن البلدين لم يوقعا على معاهدة سلام بعد الحرب الكورية التي استمرت ما بين 1950 و 1953. 

وتملك كوريا الشمالية جيشا قوامه مليون جندي كما أن منطقة الحدود بين الكوريتين من أكثر المناطق حراسة وتسلحا في العالم إذ أن آلاف قطع المدفعية موجهة إلى عاصمة كوريا الجنوبية سول. 

ومن المرجح أن يؤدي الاختبار الأخير إلى إشعال فتيل النقاش في اليابان بشأن السماح لجيشها بشن غارة استباقية على كوريا الشمالية في حال خشيتها من التعرض لهجوم صاروخي. 

وكذلك، يمكن أن تؤدي التجربة النووية الأخيرة إلى خطر إشعال سباق التسلح بين دول شرق آسيا علما بأن بلدانا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان قد تجد نفسها مرغمة على الأخذ في الاعتبار احتمال تحولها إلى بلدان نووية. 

هل بإمكان كوريا الشمالية إسقاط قنبلة نووية الآن؟ 

يقول الخبراء إن كوريا الشمالية لم تطور بعد صاروخا باليستيا قادرا على حمل رأس نووي لكن التجربة النووية الأخيرة من شأنها تعزيز المخاوف بأن بيونج يانج أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح قوة نووية بشكل كامل. 

ويعتقد الخبراء أن زعيم كوريا الشمالية، كيم يونج إيل، يأمل في استغلال التجربة الأخيرة من أجل تعزيز قدرات بلاده العسكرية في ظل التكهنات المتزايدة من أنه على وشك تسمية خلف له. 

ويبدو أن كيم يونج إيل يعيد إحكام قبضته على مقاليد الحكم في ظل التقارير التي تتحدث عن إصابته بسكتة دماغية السنة الماضية. 
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_8068000/8068011.stm

منشور 2009/05/26 14:55:57 GMT

© BBC MMIX


0 comments:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

About this blog

Blog Archive

flag counter

free counters

feeds